يُبادر أصحاب العمل، والمسئولين عن التوظيف لطرح تساؤل حول توقعات المُتقدم
لطلب العمل في مؤسسة ما حول مُرتبه، وفي كل حين تختلف ردود الفعل على السؤال من
يرى في الإجابة برقمٍ ما محدد شيئا من اللا كياسة، فإن أخرين يرون في الإجابة
قراءة لقدرة الشخص على تلبية متطلبات الدور الذي سيشغله.
وفي مجتمعات توجد فيها أنظمة حماية إجتماعية كفؤة ربما يكون الراتب يُعني
للمتقدم للعمل ماهية كفاءته وأين يصنف نفسه، في حين في مجتمع ذات نظام حماية
إجتماعية هش وضعيف مثل الأردن، فإن الراتب قد يقيس بالنسبة لمقدم طلب العمل وصاحب
العمل عدة أمور منها:
1-إمكانية تلبية متطلبات العمل من قبل العامل، فالراتب يجب أن يكون
بالضرورة أعلى من متوسط ما سيتم إنفاقه على العمل من أجور تدريب ونقل وسكن –إذ ما
كان السكن الوظيفي غائباً-، ففي الأردن يتجه الأردنيين للعمل بالقطاع العسكري دون
تحديد شرط مكان العمل أو مهنة التدريس ضمن مدارس الحكومة في مناطق معينة لتوفر
مكان سكن وظيفي، في حين يحجم الأردنيين من أبناء المناطق الأقل حظاً عن العمل في
القطاع الخاص بمحافظات تعتبر أكثر حظوة
بتلك الفرص نتيجة غياب السكن الوظيفي.
2-يقيس الراتب بالنسبة للشاب المُقبل على الزواج والمتزوجين القدرة على
تأمين الحاجات الأساسية فمبلغ 300 دينار في الأردن قد يغطي حاجة شاب أعزب لا يفكر
بالزواج مطلقاً، في حين أنه وفي بداية العقد الماضي تم تحديد خط الفقر في الأردن
بالنسبة للعائلة بحوالي 800 دينار، ولا توجد دراسة تحدد خط الفقر نتيجة التغيرات
التي حدثت خلال العشر سنوات الماضية.
3-يعتبر هرم ماسلو للحاجات هرماً أساسيا التمعن فيه من قبل مسئولي التشغيل،
ففي حين يبحث الناس أولاً عن مستوى الدخل، إلا أن مستوى الدخل ذاته يحدد طموحهم
واتجاهاتهم بالإنتقال من درجة إلى أخرى في داخل الهرم.
4-على مجري المقابلة، ولغايات قياس قدرة الشخص المتقدم للوظيفة على الإبداع
الفكري والتطور وحب العمل والعطاء للشركة، السؤال عن الراتب المتوقع بالإضافة
لجملة أسئلة:
هل تفكر بالزواج خلال الفترة المقبلة-للأعزب- أو الإنجاب للمتزوج- أوالقيام
بشيء ما في حياتك الخاصة؟
هل ترى في مكان العمل مكاناً مناسباً لك في ضوء –اذا كان هناك سكن وظيفي أم
لا/ حجم الراتب المتوقع؟
وعلى جانب أخر ربما تقود شكل السيرة الذاتية، وفترة التدريب كفيلة بمعرفة
رغبة الشخص بالتطور بما يتفق والمعلومات التي يجب أن تكون صادقة والتي قدمت أثناء وقبل المقابلة.
إلى ذلك تلعب المرونة لدى المديرين والمؤسسة، ونظام الحوافز والمكافأة
العادل، والإعلام دوراً أسياسياً في تنشيط حراك الموظفين بغض النظر عن عدد أشهر أو
سنوات عملهم في المؤسسة إلى الخلق والإبداع مع إتاحة فرص التدريب المجانية أو
المنخفضة التكاليف والمقرونة بالحوافز.
بلال الذنيبات
بكالوريوس-علم اجتماع
تعليقات
إرسال تعليق