"الشتاء..التخطيط المبني على نشرات الطقس"



نشر في الرأي 25-2024

أبواب-بلال الذنيبات

لم تكن أحداث "البحر الميت" منذ سنوات قليلة، دليلاً على وجود الخلل الثقافي في التعامل معه، بل أن العديد من الحوادث التي سبقت ولحقت تلك الحادثة، كانت دليلاً أخرًا على التشوه في ثقافة "التخطيط"، على مستوى الأفراد والمؤسسات عمومًا.

بدورها، وبالتزامن مع اقتراب دخول فصل الشتاء على المملكة، وبما يحمله الموسم من بشائر الخير، ومهددات للسلامة العامة على الطرق والمساكن، وعلى الأشخاص عمومًا، عمدت "الرأي"، إلى تسليط الضوء على مسألة توظيف النشرات الجوية في التخطيط لدى المؤسسات والأفراد، كثقافة مجتمعية في المجتمع الأردني.

"الأرصاد الجوية"

وفي حديثٍ للرأي، قال مدير الأرصاد الجوية، رائد آل خطاب، أن النشرات الجوية تُقدم لشرائح واسعة من الجمهور، سواء عبر الإعلام بتعدد وسائله، أو عبر قنوات إدارة الأرصاد الجوية المختلفة، وتكون النشرات اليومية قصيرة المدى، لبضعة أيام من الأسبوع، لضمان دقة النشرة.

وحول مستوى الاهتمام بالنشرات الجوية، لفت أل خطاب، النظر لوجود ضباط ارتباط للإدارة في العديد من المؤسسات، كما وهنالك من يتواصل من المواطنين مع الإدارة لمعرفة تفاصيل الحالة الجوية في أيام معينة، عندما يريد عمل مناسبة خاصة كالأعراس مثلاً.

وصنف أل خطاب متلقي النشرات الجوية من الأفراد، إلى 3 أصناف، هم أولئك المهتمين والذين يعتمدون النصائح والإرشادات الجوية، وهنالك من يطالع النشرة ولا يهتم بما تحويه، وهنالك من لا يهتم ولا يتابع.

وحول تأثيرات حادثة "البحر الميت"، قبل سنوات قليلة، أشار أل خطاب إلى أن المدارس الحكومية والخاصة باتت تهتم كثيرًا بالنشرات الجوية الصادرة عن الإدارة، وهنالك تنسيق مع وزارة التربية والتعليم في تحديد الموقف من الرحلات المدرسية المنوي القيام بها، وهذا ينسحب على المؤسسات والأفراد، والذين باتوا أكثر إهتمامًا بالنشرات الجوية، في وضع خططهم اليومية. 

وقال أل خطاب، أن تعدد مصادر المعلومات الجوية، والناجم عن تعدد من يصدرون النشرات الجوية من القطاع الخاص وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث  لا تكون نشرات مسؤولة غالبًا، وتتسبب في إرباك المؤسسات والأفراد، وينعكس على النشاط الاقتصادي الوطني، سيما المبالغة بتوقعات سقوط الثلج في بعض الأحيان على سبيل المثال.  

"الأمن العام"

دأبت مديرية الأمن العام، وبشكل سنوي على إطلاق حزمة من الحملات الإعلامية ولتثقيفية، إلى جانب الحملات الموجهة للسائقين على الطرقات، وللمواطنين في مختلف مواقعهم، سيما سكنى الخيم والمساكن المتنقلة، حيث يتم توجيههم لإنتهاج بعض السلوكيات، والتي من شأنها حمايتهم من تداعيات الحالة الجوية الماطرة، والتي قد يرافقها أحيانًا متاعب ناجمة عن السيول والفيضانات الوميضية، التي تحدث في بعض المناطق بالمملكة بشكل معتاد سنويًا. 

ومن تلك الحملات، التحذيرات المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والورشات والمحاضرات التثقيفية، إلى جانب إجراء الصيانة الدورية للمركبات، والتأكد من سلامة المركبات عبر كوادر إدارة السير المركزي، وتقديم الخدمات الإسعافية الطارئة، ومتابعة فتح الطرق وحالها، وتوجيه الناس للبدائل عند إغلاق الطرق نتيجة الظروف الجوية المتغيرة، بالتعاون التام بيّن أذرع المديرية الميدانية المختلفة.

وخلال الأيام الماضية، أطلقت المديرية حملة شتاء آمن، بمتابعة وإدارة حثيثة من مدير الأمن العام، اللواء الركن عبيدالله المعايطة، وبمساندة كافة الدوائر الميدانية، إلى جانب مديرية الإعلام والشرطة المجتمعية، عبر توزيع البروشورات، والتحدث لوسائل الإعلام إلى جانب إعداد المواد الإعلامية المتعلقة بالإجراءات الوقائية المؤمل إتباعها خلال الموسم المطري المقبل، وبما يعزز القدرة على التخطيط المبني على نشرات الطقس.  



تعليقات